ارتفاع البروتين في البول: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

يُعد ارتفاع البروتين في البول (Proteinuria) مؤشرًا مهمًا في الطب يشير إلى وجود خلل في وظيفة الكلى أو أمراض جهازية تؤثر على الكلى. ففي الحالة الطبيعية، يحتوي البول على كميات ضئيلة جدًا من البروتينات، وتقوم الكلى السليمة بترشيح الدم وإعادة امتصاص البروتينات الأساسية مثل الألبومين داخل الجسم. وعندما تتعرض الكبيبات الكلوية لأي خلل أو تلف، تتسرب هذه البروتينات إلى البول بمعدلات غير طبيعية، ما يُعرف علميًا باسم البروتينوريا.

البروتينات في الجسم ووظيفتها الحيوية

تُعد البروتينات مركبات أساسية في الجسم تلعب دورًا حيويًا في بناء الأنسجة، الإنزيمات، الهرمونات، ووسائط الجهاز المناعي. وتوجد البروتينات في بلازما الدم على شكل ألبومين وغلوبيولين، وتُحافظ على التوازن الأسموزي وضغط الدم داخل الأوعية الدموية، كما تساهم في نقل الجزيئات الحيوية. لذا فإن فقدان كميات كبيرة من البروتين عبر البول قد يخل بالتوازن البيولوجي ويؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة.

الآلية الفسيولوجية لترشيح البروتين في الكلى

يتم ترشيح الدم في الكبيبات الكلوية التي تشكل جزءًا من الوحدات الوظيفية للكلى المعروفة باسم النيفرون. تحتوي الكبيبات على غشاء ترشيح دقيق يسمح بمرور الماء وبعض الأيونات والجزيئات الصغيرة، بينما يمنع مرور جزيئات كبيرة مثل البروتينات وخلايا الدم. في حال حدوث ضرر أو التهابات في هذا الغشاء، يبدأ البروتين في التسرب إلى البول. وقد يكون هذا التسرب مؤقتًا أو دائمًا، تبعًا لطبيعة وسبب الخلل الكلوي.

الأسباب المحتملة لارتفاع البروتين في البول

ارتفاع البروتين في البول ليس مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض أو مؤشر على وجود خلل أو مرض آخر. من بين الأسباب الأكثر شيوعًا ما يلي:

1. أمراض الكلى الأولية

• التهاب كبيبات الكلى (Glomerulonephritis): أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع البروتين في البول، ويترافق عادةً مع وذمة، وارتفاع ضغط الدم، وأحيانًا دم في البول.

• متلازمة الكُلاء (Nephrotic Syndrome): حالة متقدمة من فقدان البروتين تُميز بوجود كميات كبيرة من البروتين في البول، انخفاض مستويات الألبومين في الدم، ارتفاع الدهون في الدم، وتورم الجسم.

• الاعتلال الكلوي السكري (Diabetic Nephropathy): أحد المضاعفات الشائعة لمرض السكري المزمن.

• الاعتلال الكلوي بسبب ارتفاع ضغط الدم (Hypertensive Nephropathy): يؤدي الضغط المرتفع المزمن إلى إتلاف الكبيبات الكلوية، ما يزيد من فقدان البروتين.

2. أمراض جهازية

• السكري بنوعيه الأول والثاني: يؤدي إلى تلف تدريجي في أوعية الكلى الدقيقة.

• الذئبة الحمراء الجهازية (Systemic Lupus Erythematosus): من أمراض المناعة الذاتية التي تؤثر على الكلى وتسبب التهابًا مزمنًا.

• الورم النقوي المتعدد (Multiple Myeloma): يؤدي إلى إفراز بروتينات غير طبيعية تُعرف ببروتينات بنس-جونز (Bence Jones Proteins) تُطرح في البول.

3. حالات مؤقتة أو حميدة

• الحمى الشديدة، التمارين المفرطة، التوتر النفسي، الجفاف: كلها عوامل قد تسبب ارتفاعًا مؤقتًا في البروتين في البول دون أن تشير إلى وجود مرض كلوي.

• الحمل: بعض الحوامل يُصبن بما يُعرف بتسمم الحمل الذي يتميز بارتفاع ضغط الدم ووجود بروتين في البول.

تصنيف ارتفاع البروتين في البول

يمكن تصنيف البروتينوريا